امتلأ جامعُ الفاتحِ في مدينةِ إسطنبول التركيةِ بآلافِ الحاضرينَ من العربِ والأتراكِ الذينَ جاؤوا لإقامةِ صلاةِ الجنازةِ على روحِ الشيخِ محمد علي الصابوني، الذي وافته المنيةُ يومَ أمسٍ في مدينةِ يلوا التركية عن عمرٍ ناهزَ الواحدَ وتسعينَ عاماً، كان زاخراً بالعلمِ والعطاءِ؛ لذلك لُقّبَ بخادمِ الكتابِ والسنة. وعُرف بوقوفِهِ بوجهِ الظلمِ ومعَ إرادةِ الشعبِ السوريِّ الثائرِ بوجهِ نظامِ الأسد. بحضورٍ رسميٍّ تركيٍّ وشعبيٍّ عربيِّ، على رأسهِم العلماءُ وشيوخُ الدينِ العربُ والأتراك ُ أقيمت الصلاةُ، وبعدَ انتهائِها والدعاءِ للميت، حُملَ الجثمانُ الطاهرُ لينقلَ إلى مثواهُ الأخير. وصل الجثمانُ ليُدفنَ هنا بعد موافقةٍ من رئيسِ الجمهوريةِ التركيةِ رجب طيب أردوغان على دفنِ الشيخِ الصابوني في مقبرةِ مركز أفندي، وبالتكبيرِ والدعاءِ وقراءةِ القرآنِ وُورِيَ جثمانُ الشيخِ الصابونيِ الثرى، والذي رحلَ جسداً وبقي حاضراً بعلمهِ الوفيرِ وكلماتِه التي لا تُنسى. الحزنُ الكبيرُ كان سيدَ الموقفِ؛ فخسارةُ العلماءِ كبيرةٌ، ويصعبُ تعويضُها وخاصةً إن كانوا من أصحابِ كلمةِ الحق. قدم الحاضرونَ التعزيةَ لذوي الفقيد، ودعوا له بالرحمة. دُفن الشيخُ الصابوني وذهبَ جسداً لكنه بقي حاضرا بأفكارِه وعلمهِ وكتبِهِ التي ستبقى نبراساً يُستضاء بها.
رحمه الله و أحسن مثواه