دلّني على السوق فحسب!


سياسي ومفكر سوري
رئيس الهيئة السورية للإنقاذ
السوريون في كل مكان لجؤوا اليه سجلوا أرقاما قياسية في عدد ساعات العمل وارقاما قياسية أخرى في جودة العمل واتقانه وأذهلوا كل من حولهم في حب العمل والسعي إليه.
في مصر ولبنان والأردن وبلاد المغرب العربي، وفي عدة بلدان أوربية.
أمّا في تركية فقد كان الأمر مضاعفًا وواسعًا شمل كل المناطق التركية؛وفوجئنا عند مرورنا بقرى نائية في عمق الأناضول عندما وجدنا العاملين السوريين قد وصلوا وانخرطوا هناك!
إذا ضاقت الأحوال في السوري فإنه يتصل بمن يعرف ويتواصل مع أهل الخير ،ويفاجئك عندما يطلب ويلح في السؤال ،يسأل عن عمل وليس عن صدقة.
إذا أردت أن تكرم سوريًا في ضائقة مالية فلا تتصدق عليه بمال بل أرشده إلى عمل متاح.
وإذا أردت من يملأ شاغرا فلا يخيبك ولا يسود وجهك في عمل أو مهنة أوسوق؛ فاختر في الكار من السوريين من تشاء فستجده ملمٱ متقنا مراعيا لأصول المهنة واعتباراتها.
إذا اخترته في مطعم فسل أصحاب الكروش عن أطايب وأصناف طعامه.
اذا وضعته في البناء فانظر للدقة والجمال.
واذا وضعته في سوق فانظر لبراعته في اقناع الزبائن ،وانظر لجاذبيته في المظهر والأسلوب والكلام وليس من أجمل كلامه (معوضين وشرفتونا).
وإذا أتحت له أن يؤسس معملاً في بلد فستجد مئات المعامل والورشات وتركيا تشهد وتوثق.
وفي تركيا لو أحصيت أسرع وأكفأ من تعلم التركية من غير الأتراك في التاريخ، لوجدتهم أنهم العاملون السوريون في تركيا في كل مجال.
وما ترى من تسول يلصق بالسوريين في المدن التركية ،هو لمن كان أصلاً محترفًا للتسول وخرج متابعًا ،وستجد متسولين آخرين كثر من جنسيات أخرى ادعوا أنهم سوريون في تركيا وأوربا.
الشعب السوري شعب عظيم سرقته عصابة الأسد وأفقرته وأذلته وهجرته ،ورغم كل ذلك عندما أخرج من دياره خرج لا يسأل الناس إلحافًا ؛ولم يطلب الصدقة ،وقال فقط دلوني على السوق؛ فدلوه على السوق ولاتعتدوا ولاتعينوا عليه، إنه شعب أصيل كريم عزيز تسلّطت عليه أبشع طغمة في التاريخ.