آخر المقالات

زوال إسرائيل عام 2022 حقيقة أم خيال؟

زوال إسرائيل عام 2022 حقيقة أم خيال؟

إعداد وتقدم: نورس العرفي

زوال إسرائيل عام ألفين واثنين وعشرين، توقعات انتشرت بعد عملية حسابية في القرآن الكريم كشف عنها الشيخ بسام جرارعام 1992 وطبعا بدأ بها استنادا على ما كتبه مؤرخ عراقي أسماه محمد أحمد الراشد الذي تحدث عن دخول امرأة عجوز على منزلهم تبكي وتقول إن دولة اليهود ستبقى 76 سنة ومن هذه الحادثة بدأ الشيخ الجرار بالعملية الحسابية بصورة الإسراء وتحدث عن زوال إسرائيل الذي حدده عام 2022 بعد حساب عدد الآيات،  ولكن ذلك الأمر حتى الشيخ الجرار لم يؤكده 100%  أي أنه لم يؤكد زوال إسرائيل بهذا التاريخ تحديداً.

السؤال الآن لماذا انتشر هذا الكلام بقوة الآن؟

 انتشر لسببين: الأول: اقتراب الزمن المحدد أي .

2022 والثاني والأهم الأحداث التي تحصل الآن في فلسطين والتي اعتبرها الكثيرون بداية لتحقيق ما أسموه نبوءة مستندة إلى القرآن الكريم

وهنا تكمن المشكلة فحتى صاحب هذه الدراسة الشيخ بسام جرار لم يؤكدها كما ذكرنا سابقا، وأن تتحول تلك الدراسة الحسابية إلى نبوء قرآنية فهنا تكمن المشكلة وفي الحقيقة هي ليس كذلك ولا يمكن تسميتها بهذا المصطلح بل هو اجتهاد قابل للخطأ، نعم قابل للخطأ واجتهاد وليس نبوءة.

هل هذا يعني أننا لا نتمنى ذلك ولا نستبشر به؟

 طبعا لا..  بل على العكس تماما نتمنى ذلك ونعمل على تحرير فلسطين ولكن ما يحصل الآن يذكرنا بما كان ينتشر سابقا من مقاطع ورسومات لتشكيك الناس بدينهم حيث يتم نشر صور لفتاة  مع صورة لإحدى المنحوتات كتب تحتها “سبحان الله وقولوا لا إله إلا الله فتاة مسخها الله لأنها داست على القرآن” فتنتشر كالنار في الهشيم.

 ونفس الذين نشروها يقومون بنشر التكذيب بأن هذه الصور هي منحوتة مصنوعة من السيليكون و الشعر البشري، من أعمال الفنانة الاسترالية “باتريشيا بيتشينيني” ليبينوا أن المسلمين سطحيين ويتمسكون بهذه القشور التي لا يحتاجها الدين الإسلامي المنصور من الله عز وجل والمؤيد بالكثير من المعجزات ومنها القرآن الكريم وهنا تكمن المعضلة بأن البعض بدأ يقول أن زوال إسرائيل عام 2022 نبوءة قرآنية، والحقيقة أنها ليست كذلك بل هي كما قلنا اجتهاد يحتمل الخطأ.

وطبعا لا أريد أن أكون سوداويا ولكن لنكون واقعيين فإسرائيل الآن أقوى مما كانت عليه في السابق وخاصة بعد الصمت شبه المطبق على ما يفعله الصهاينة في فلسطين بل والتطبيع معها الذي كان جريمة فأصبح للأسف أمر طبيعي يطبَل له على العلن.

الفلسطينيون على حق، والله سينصرهم ولو بعد حين وهذا مؤكد في الكتاب والسنة ولكن الوقت غير محدد أبداً وهذا أيضا مؤكد، وعلينا العمل لتحقيق ذلك وهناك عدة أمور إيجابية وتعطي إشارات على أننا قادرون على ذلك ومنها مثلاً:

ـ فشل رهان دمج الفلسطينيين الذين يعيشون في داخل الخط الأخضر ضمن الدولة العبرية كمواطنين، بالرغم من منحهم لما يسمى الهوية الإسرائيلة، ولكنهم متمسكون بأرضهم لأن هذا ما تربوا عليه والدليل مشاركتُهم الآن في الانتفاضة وهذا نتيجة تمسك الفلسطينيين بهويتهم مقابل الضعف المضطرد الذي بدأت تعرفه العقيدة الصهيونية بشكل عام.
– تزايد الرعب النفسي لدى الإسرائيليين نتيجة ثلاثية الضربات الصاروخية لحركة المقاومة والاعتداءات المتكررة للمستوطنين الإسرائيليين على الفلسطينيين ومواجهة الفلسطينيين لهذه الاعتداءات، الأمر الذي لم يحدث من قبل بهذا الشكل وستكون له تداعيات بعيدة المدى بلا شك.

والأهم من كل ذلك هو حصول تبدل نوعي في عنوان الصراع القائم في المنطقة، حيث لم يعد الأمر يتعلق اليوم بصراع عربي ـ إسرائيلي، إنما بصراع فلسطيني ـ إسرائيلي، أي أنه تم لأول مرة تصحيح المعادلة التي استمرت مطروحة بشكل خاطئ طيلة عقود من الزمن، لصالح العنوان الحقيقي، أصحاب الأرض ضد المعتدين، سواء أكانوا داخل الخط الأخضر أو خارجه أو في الشتات، وهو تحول استراتيجي نوعي غير مسبوق يسعى الكيان الإسرائيلي إلى إفشاله بادعاء هجمات من لبنان أو سورية أو غيرها ضده، في محاولة يائسة لإبراز أن مشكلته هي مع العرب وليست مع الفلسطينيين.
وطبعا هناك نقطة مهمة أيضا وهي أن معظم اليهود إن لم يكونوا جميعَهم لديهم جنسيات أخرى: أمريكية – بريطانية وفرنسية.. وجاءوا إلى فلسطين للعيش بها تصديقا لكذبة أرض الميعاد التي بدأت تتكشف وإن ساءت الأوضاء أكثر في فلسطين فاحتمال عودتُهم لدولهم التي ينتمون إليها واردٌ وبقوة وبذلك تفقد إسرائيل أحد مقومات الدولة والتي هي بحسب القانون الدولي ثلاث مقومات وهي: الأرض – الشعب والسيادة فإن كانت الكيان الصهيوني احتل الأرض ولديه سيادة عليها بدعم أمريكي أوربي فسيفد المكون الأساسي وهو الشعب وبذلك تزول هذه الدولة المزعومة، ولكن ذلك لن يكونَ إلا بالعمل للوصول إليه، وليس بالاستكانة إلى مقولة زوال إسرائيل عام 2022 بل بالعمل على تحرير فلسطين وعودة الأرض لأصحابها الحقيقيين.

في الختام زوال إسرائيل عام 2022 ليس نبوءة بل اجتهاد من الشيخ بسام جرار فإن أصاب فله أجران وإن أخطأ فله أجر، وأؤكد اجتهاد وليس نبوءة.

admin

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *