شرق الفرات بين القيل والقال..


محلل استراتيجي وعسكري
شرق الفرات هي المنطقة الهامة اقتصاديا وجيوسياسيا حيث تبلغ مساحتها26% من المساحة الكلية لسورية سيطرت عليها قسد بدعم من التحالف الدولي لقتال داعش وتعتبر منطقة نفوذ أمريكية.
فالقوات الأمريكية والمتحالفة معها أقامت قواعد عسكرية عديدة ومهابط طيران ومواقع عسكرية عديدة في مطار الطبقة العسكري وتل بيدر وصرين وديريك وتل السمن وذلك ضمن سياسة الولايات المتحدة التي تحدثت عنها وهي:

1-قتال تنظيم داعش ومنع ظهوره مرة أخرى
2-منع إيران وميليشياتها من إنشاء طريق من طهران حتى البحر المتوسط ولذلك كانت قاعدة التنف الهامة
3-منع إيران وروسيا من الإستفادة من المنطقة
ولكن تغير الوضع بعد قرار الرئيس الأمريكي ترامب القاضي بالإنسحاب والذي وصف الحرب في سوريا بالعبثية وبدأت بعض القوى المتواجدة في المنطقة تسعى لملئ الفراغ
فالقوات الروسية دخلت عدة مناطق بعد خروج القوات الأمريكية كمنبج وعين العرب ومطار القامشلي وتحاول ضمن سياستها المعلنة السيطرة على كافة الجفرافيا السورية لبسط سلطة الدولة كما تروج لها
فالروس اليوم يسيطرون على مطار القامشلي ونشروا مقاتلات متطورة من طراز سوخوي وكذلك نشروا بطاريات دفاع جوي من طراز إس 300في مطار الطبقة العسكري وعززت مواقعها ونقلت ذخائر إلى قاعدة صرين القريبة من عين العرب وكذلك تحاول اختراق منطقة قسد في دير الزور ومسرحية المصالحات التي أجرتها في المحافظة ليست بعيدة عن ذلك رغم عدم وجود قبول شعبي في المنطقة للخطوات الروسية .
وتقوم روسيا بإجراء مناورات عسكرية مع قوات النظام في مواقع قريبة من الطريق الهام إم 4أربعة فهذه التطورات تصب في خانة زيادة النفوذ الروسي التي بدأت أكثر حدة بعد التهديدات التركية بشن عملية عسكرية على الحدود لفرض الإتفاقيات المبرمة مع الروس والأمريكان لإبعاد قوات قسد عن محور الحدود الشمالية بمسافة 32كيلو متر وكانت الحشود التركية الكبيرة من تل رفعت حتى تل تمر شرقا صحيح بأن صوت الجنازير خفت صوتها ولكن تركيا مصرة على تحقيق ذلك بوسائل أخرى على سبيل المثال بالتفاهمات والدبلوماسية.
أما الولايات المتحدة صاحبة المواقف الغامضة من التحركات الروسية في المنطقة والتي لا تريد قطع قنوات التفاهم مع موسكو والتي تريد إبقاءها مفتوحة على حد قول المتحدث باسم البنتاغون جون كيرلي .
روسيا التي تحاول تصدير نفسها بأنها قوة شرعية تريد إخراج باقي القوى المتواجدة وإخضاعها لسيطرة أسد كونها مدعوة من قبل النظام وبموجب الدعوة دخلت ضد الثورة السورية في 2015وتحاول تجنيد الشبان بعد مسرحية المصالحات واستمالة بعض الوجهاء وشيوخ العشائر وكذلك تحاول روسيا عقد صفقات بين قسد واسد حول دخول قوات النظام إلى مناطق سيطرة قسد وحتى الآن لم تفلح محاولاتها
فاللقاء بين الرئيسين بايدن وأردوغان لم يسفر عن نتائج أو ضوء أخضر حول العملية التي حضرت لها أنقرة
لذلك تأتي التحركات الروسية بهدف تشكيل ضغط على العملية العسكرية التركية وتسعى للسيطرة على آبار النفط بطرق تشاركية مع قسد وتسيطر على المعابر بين سوريا والعراق وهذا هدف روسيا بالمنطقة.
ولكن الولايات المتحدة التي بدأت مؤخرا بتعزيز بعض المواقع وتدخل مئات العربات المحملة بالذخائر والمواد والتي تنتشر في أكثر من ثلاثة عشرة موقعا في الحسكة ودير الزور والتي تعبر عن سياستها بقتال داعش واستمرار تدفق المساعدات الإنسانية واستمرار وقف إطلاق النار لدفع المسار السياسي صوب تنفيذ القرار 2254فقد تفشل المخططات الروسية في المنطقة وللروس عبرة في محاولتهم السابقة في السيطرة على حقل الكونيكو عن طريق مرتزقتهم واغنر
فالنتيجة تقول بأن الحسم في سوريا والسلم في سوريا يتطلب توفر إرادة جميع الأطراف الفاعلة والمتواجدة على الأراضي السورية بدون استثناء .
مقالات الرأي تعبّر عن رأي كاتبها، وليس بالضرورة أن تعبّر عن رأي وكالة المصدر