كرسي الدم..
الوريث القاصر الحاكم المستبد بشار الأسد الذي دمر ثلاثة أرباع سوريا وقتل مليون من أهلها وهجر داخليا وخارجيا مايقارب العشرة ملايين موزعين منذ عشر سنوات على مخيمات اللجوء والمنافي كأكبر هجرة في العصر الحديث وعلى مرآى ومسمع العالم المتحضر كما يقال والباقي الذين يعتبر قسم منهم كمؤيدون والذين يعيشون في مناطق سيطرته يقضون أوقاتهم على طوابير الخبز والمحروقات ويعيشون الكارثة إلا قلة من المنتفعين والشبيحة والمستزلمين .
الشعار الذي أطلقه النظام بداية لإخافة الناس وإرعابهم (الأسد أو نحرق البلد) تم تنفيذه مع بعض الإحتلالات لسوريا من ستة وستون ميليشيا إيرانية طائفية وقواعد عسكرية روسية وجيش مرتزقة واغنر الروسية .
إستخدم النظام ودولته الأمنية للجيش السوري الذي تم تمويله من دماء الشعب وكدهم وجهدهم فتوجه هذا الجيش بكل طاقته وصنوفه البرية والجوية والبحرية والصاروخية والأسلحة الإستراتيجية لدك المدن والقرى والأحياء المطالبة بالحرية والكرامة والتغيير السلمي ولحياة أفضل .
الدولة الأمنية الموروثة منذ إنقلاب مايسمى ثورة آذار وما سعت بعدها اللجنة الأمنية المصغرة المتمثلة بالمقدم محمدعمران والرائد صلاح جديد والرائد أحمد المير والنقيب حافظ الأسد والنقيب عبد الكريم الجندي سعت إلى نقل سوريا من الديمقراطية إلى الديكتاتورية الطائفية الأمنية التي فاز بها حافظ أسد بعد أن تخلص من رفاق الأمس (جمهورية الرعب) واليوم يريد الوريث القاصر الإستمرار بهذا النهج وبالحكم من خلال إنتخابات هزلية ومسرحية مفضوحة يتم التحضير لها بدعم الروسي والإيراني وإستخدام كل الأدوات القذرة المتاحة غير عابئين بالوضع الكارثي التي يعيشه الشعب السوري المكلوم والمهجر في دول العالم والذي ينتظر بارقة الأمل وأن تبزغ شمس الحرية ليعود لبناء ما دمرته آلة القتل الجهنمية الأسدية.
فإعادة تدوير هذه القاذورات التي تسمى نظام أسد يعني الإستمرار في دائرة الرعب والقتل والتشبيح والفساد وبالوضع الكارثي الذي يعيشه كل السوريين بإختلاف مشاربهم فلا المجتمع الدولي سيقوم بتمويل إعمار ما دمرته نفس العصابة التي تنوي البقاء بالحكم ولا الدول الداعمة كروسيا وإيران ستقدم شيئ .فهم من الدول الغنية التي لم تقدم إلا ما يخدم مصالحها وأدوات القتل كالأسلحة والميليشيات وتقوم بتجريب أسلحتها على أجسام السوريين .
ألا يستدعي هذا الواقع المؤلم أن تتحرك الأدمغة المغسولة ولو مرة لمعرفة الحقيقة الساطعة .ألا يوجد عندهم عقل مهني وقلب إنسان يعي الحقيقة بتجرد.
ألم تتحرك ضمائرهم الميتة وأن يقفوا مع ذواتهم ومصالحهم ومستقبل أبنائهم ولو مرة واحدة . فالشبيحة بمختلف أنواعهم وأدواتهم والإعلاميون الذين إستقبلهم مؤخرا في قصرالحكم للبدء بحملته الإنتخابية والذين يؤجرون ضمائرهم وعقولهم قبل أقلامهم ويستهترون بحياة ومشاعر وأحاسيس الآخرين .
ألم يدركوا بأن من أوصل سوريا إلى هذا الحد الكارثي هو نفاقهم ووقوفهم خلف قاتل مهووس بالإجرام والذي شرع أبواب سوريا لقوى الإحتلال الأجنبي ولكل الطامعين .
فاليوم لا سيادة ولا كرامة ولا إقتصاد فراتب الموظف اليوم بلغ حدا لايمكن العيش بموجبه ويتراوح ما قيمته اليوم بين العشرون دولارأمركي والثلاثون .
هذه المنظومة الأمنية التي أوصلت سوريا لهذه الحالة المؤلمة هي نفسها التي رفضت الحوار مع الشعب الذي ثار لتحقيق حياة أفضل ولم تصغ لهم ولا إلى آرائهم بل قابلتهم بالنار والقمع والإعدامات .
فهذه الإنتخابات التي تسعى لها هذه العصابة لإستمرار هذا الوضع الكارثي ماهي إلا إستمرار نهج القتل والرعب والجوع والإحتلال والتغيير الديمغرافي الذي تنفذه إيران وميليشياتها وهو إستمرار للإستبداد الذي مورس على السوريين منذ سيطرة هذه العصابات على الحكم وإغتصابها للسلطة وتدمير الحياة المدنية والديمقراطية .
بقلم العقيد أحمد حمادة / محلل عسكري واستراتيجي
مقالات الرأي تعبر عن آراء كتابها، وليس بالضرورة أن تعبر عن رأي الوكالة