آخر المقالات

لاشرعية للوريث القاصروانتخاباته..

لاشرعية للوريث القاصروانتخاباته..

بقلم العقيد أحمد حمادة
محلل استراتيجي وعسكري

 

منظومةُ إستبدادية حكمت الشعب السوري بقوة السلاح وأثرت سلباً في مجريات الأحداث في الإقليم فتبنت الوطنية والقومية والإشتراكية كمبادئ لحزب البعث ولكنها فعلت حتى عكس هذه المبادئ فدمرت الوطن وإستباحت الإنسان الذي هو الأساس في هذا البناء وضربت المرتكزات الأساسية في بناء المجتمات فربطت الجميع مخابراتيا وراقبت كل الحركات والسكنات وجعلت الولاء المطلق وتأليه شخص الرئيس الذي له صفات لم يتصف بهاحتى فرعون و يتقدم على الكفاءة المطلوبة في بناء الوطن وبناء الدول الحديثة والمجتمعات الراقية التي تعتمد على القوننة والمسائلة والمحاسبة وتكافؤ الفرص  .

فمنذ الأيام الأولى لإغتصاب السلطة والقضاء على الديمقراطية والشرعية المتمثلة بالرئيس ناظم القدسي وإعتماد مبدأ الحزب القائد والواحد والقائد الأوحد والتخطيط لبناء جمهورية الرعب والقهر للسوريين فالإعتقالات الواسعة وتسريح الضباط على مبدأالولاء وإبعاد المعارضين والإعدامات العشوائية  كانت السمة الواضحة في سلوك الإنقلابين وحتى تم الإنقلاب وطرد القيادة القومية المتمثلة بعفلق والبيطار والرئيس أمين الحافظ و الذين هم شركائهم في الحزب والسلطة لتبدأعملية بناء سلطة اللون الواحد لون الدم.

وجاء إنقلاب حافظ أسد على رفاق الأمس في مايسمى الحركة التصحيحية والتي أدخلت على أثرها سوريا دائرة أشد إيلاما فتم تفصيل البلد على مقاس شخص الرئيس والعائلة ومن ثم جماعتهم ومؤيديهم وإطلاق يد العسكر والأمن بمختلف تسمياتهم  وما يسمى الحزب لتنفيذ مشروع تأليه الرئيس والتأسيس لحكم وراثي .

أما ما يخص الإنتخابات فلا وجود لها إلا بأعراس ودبكات تفضي إلى نتائج لم يحصل عليها ديغول أو ماوتسي تونغ أو جورج واشنطن 99.99والويل لمن يغرد خارج السرب فيتهم بالخيانة والرجعية والإرهاب والحكم عليه بما تقتضية المصلحة الوطنية بمفهومهم وسجن تدمر ومن ثم صيدنايا بإنتظاره الذي تحول إلى مسلخ بشري كما تمت تسمية .

ووراثة الحكم التي جاءت ببشار المعتوه أمر منتظر في ظل إنعدام أي حرية أو ديمقراطية وبشار الذي خيب آمال من يعتقد بأن دكتور ومنفتح ومتشبع بالثقافة الغربية سيحكم سوريا بعد ثنائي حافظ أسد ورفعت الذي إرتكب المجازر ودمر حماة وحلب وإرتكب مجزرة تدمر وغيرها من الفظائع ولكن الوريث فاق أباه بالقتل والإجرام فأصبحت سوريا كلها حماة مرة أخرى وفي كل موقع وثكنة وفرع هو سجن تدمر آخر .

إن قمع وقتل السوريين سياسة ثابتة في عرف هذه العصابة فعندما عجز عن قمع الثورة إستنجد بالقوى الأجنبية من ميليشيات متعددة الجنسيات تقودها إيران بشكل طائفي وكذلك إستنجد بالروس كما كشفت عنه مؤخرا صحيفة (زافترا) الروسية بأن رسالة خطية تلقاها بوتين تقول بأن المسلحين الإرهابين سيطروا على مدن الغوطة وأصبحوا على بعد ثلاثة كيلومترات من مطار دمشق الدولي وقطعوا طريق دمشق حمص وبالتالي قريبون من القصر الجمهوري  وإن سيطرتهم على البلد سيهدد مصالحكم وعليكم القيام بما تمليه عليكم هذه المصالح و بالتالي أصبحت السيادة المزعومة  بيد الروس والإيرانيون وتوزعت البلد لمناطق نفوذ متعددة .

فأي إنتخابات تبقي هذا النظام ومجموعة القتل هي باطلة بكل المقاييس الإنسانية والقانونية ولدى المجتمع الدولي الذي يراوغ ولم يتخذ موقفا من جرائم بشار الكيماوي أكثر من تسعمائة ألف وثيقة حكومية بتوقيع بشار وعصابته وتحتوي على أدلة دامغة لجر النظام ومحازبية إلى محاكم كمحاكم نورنبورغ التي حاكمت النازية عدا عن جرائم الكيماوي المثبتة من قبل المنظمات الأممية ذات الإختصاص وتدمير سوريا وتهجير شعبها وجلب الإحتلالات والتخلي عن السيادة فأي شرعية لإنتخابات يروج لها الروس وبعض الأطراف التي ترى في هذه العصابة مصدرا لتأمين مصالحهم  ويلمعون صورة المجرم الذي يستجدي إسرائيل تارة بجثة الجندي زاخاريا وتارة بساعة كوهين وأخرى بتبادل أسرى مفضوح تدفع ثمنه إسرائيل ثمن لقاح كورونا للروس وربما نستيقظ يوما ونرى التطبيع العلني كما فعلت بعض الأنظمة العربية .

الأمر مفضوح والجريمة مثبتة والإنتخابات غير شرعية ولم تكن في يوم شرعية والمكان المناسب لهذه العصابة هي المثول أمام العدالة .

فعلى ماذا يراهن المصفقون والشبيحة وأصحاب الدبكات وهم الذين ينتظرون الساعات الطوال على طوابير الخبز والغاز والمازوت وليرتهم أصبحت بالحضيض والخير لقدام .

 

مقالات الرأي تعبّر عن رأي كاتبها وليس بالضرورة أن تعبّر عن رأي الوكالة

admin

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *