الروس يحاولون تعريب أسد


بقلم العقيد أحمد حمادة محلل عسكري واستراتيجي
كانت تنطلق أصوات من بعض الجهات العربية لإعادة سوريا للجامعة ومد جسور التواصل حرصا على التضامن العربي أو البكاء على الوضع الإنساني المصري الذي أصبح لا يطاق وإبعاد سوريا عن الإيراني وكل المحاولات السابقة باءت بالفشل فإيران اليوم تتغلغل في سوريا وتسيطر على كل مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والعسكرية.
فهكذا يسوّق الروس محاولاتهم لإنقاذ أسد اللقيط وإضفاء شرعية على انتخابات هزلية يروجون لها، فالجامعة العربية اتخذت قرار تجميد عضوية سوريا في 2011 بعد أن بدأ الأسد بقتل الشعب السوري المسالم الذي خرج بمظاهرات يطالب بحقوقه المشروعة وبحريته التي صادرها الأسد الأب منذ 50عاما ولاتزال أسباب القطيعة موجودة بل تفاقمت بشكل كبير منذ صدور القرار.
لافروف يتجول في بعض الدول العربية في محاولة لجعل قمة الجزائر منبرا لإعادة الوريث للجامعة ومسوقا بأن العملية السياسية تتقدم؛ متناسيا بأن “بيدرسون” المبعوث الأممي نعى اللجنة الدستورية ونتائجها بعد جولات خمس محملا النظام المسؤولية في ذلك.
فالروس يبيعون مواقف لمن يشتري ويعزفون على نغمات بأن العلاقات مع أسد تخفف الوجود الإيراني متناسيا بأن روسيا هي حليف رئيس لإيران حيث قدمت لميليشياتها كل الدعم العسكري والإسناد الصاروخي والجوي في معركتهم ضد الثورة السورية والشعب السوري حيث قصفوا المشافي وآخرها مشفى الأتارب وحراقات ترحين البدائية ومعبر الإمدادات الإنسانية في باب الهوى واليوم يتباكون على الوضع الإنساني محملين قانون قيصر المسؤولية.
والتحضير لهذه المسرحية يتم التسويق لها مع صدور تقرير منظمة حظر الأسلحة الكيماوية التي حملت نظام أسد المدعوم من روسيا مباشرة مسؤولية استخدام السلاح الكيماوي في سراقب بتاريخ 4شباط 2018في ظل مشاركة عسكرية روسية مباشرة فالروس اليوم قوة محتلة لسوريا تحاول الحفاظ على رئيس هزيل ينصاع لإرادتها ومن خلاله تحافظ على مصالحها والاحتفال بذكرى الجلاء الفرنسي عن سوريا في “قاعدة حميميم” العسكرية الروسية لدليل قاطع بأن السيادة السورية أصبحت في خبر كان منذ أن وطئت القوى الأجنبية لتدافع عن كرسي مدعي الرئاسة المهزوم أمام ثورة شعبه.
فلا حلول في سوريا إلا بحل شامل وذلك بتطبيق قرارات مجلس الأمن ذات الصلة على الأقل وانتقال سياسي يعيد للسوريين الأمل في حياة سياسية ديمقراطية ويذهب50عاما من تسلط عصابة الأسد على الشعب السوري وترحيل الأسد ومجرميه إلى محاكم الجنايات بما اقترفوه بحق الشعب السوري من جرائم.
مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر كاتبها