آخر المقالات

ميشيل كيلو.. حياته.. وصيته للسوريين.. وفاته.. وفاة المعارض السوري ميشيل كيلو

ميشيل كيلو.. حياته.. وصيته للسوريين.. وفاته.. وفاة المعارض السوري ميشيل كيلو

في التاسع عشر من شهر نيسان لعام ألفين وواحد وعشرين وعن عمر ناهز الواحد والثمانين عاماً توفي في  أحد مشافي فرنسا  الكاتب والمعارض السوري ميشيل كيلو متأثرا بإصابته بفايرس كورونا.

من هو ميشيل كيلو؟

ولد ميشيل كيلو في مدينة اللاذقية عام 1940 في أسرة مسيحية لأب شرطي وربة منزل، وعاش طفولته في أسرته وبرعاية من والده الذي كان واسع الثقافة. تلقى كيلو تعليمه في اللاذقية وعمل في وزارة الثقافة والإرشاد القومي. ينقل ميشيل كيلو عن والده أنه كان يقول: كيف تستطيع أن تكون مجرد مسيحياً فحسب في بيئة تاريخية أعطتك ثقافتك ولغتك وحضارتك وجزءاً مهما من هويتك.

يشغل ميشيل كيلو منصب رئيس مركز حريات للدفاع عن حرية الرأي والتعبير في سورية، وهو ناشط في لجان إحياء المجتمع المدني وأحد المشاركين في صياغة إعلان دمشق، وعضو سابق في الحزب الشيوعي السوري – المكتب السياسي، ومحلل سياسي وكاتب ومترجم وعضو في اتحاد الصحفيين السوريين.

تعرض كيلو لتجربة الاعتقال في السبعينيات دامت عدة أشهر، سافر بعدها إلى فرنسا حتى نهاية الثمانينات، نشر بعض الترجمات والمقالات، ولم يستأنف نشاطه بوضوح حتى حلول ربيع دمشق.

أعتقل ثانية بتاريخ 14-5-2006 بتهمة إضعاف الشعور القومي والنيل من هيبة الدولة وإثارة النعرات المذهبية. يشير بعض المراقبين إلى أن اعتقاله جاء على خلفية توقيعه (مع مجموعة من النشطاء والمثقفين) على إعلان بيروت – دمشق في أيار 2006.

لكن كيلو نفسه وفي مقالة له بعنوان “قصة اعتقالي واتهامي” كتبها وهو في السجن يقول: “واليوم ، وبعد سبعة أشهر على وجودي في السجن، أراني أتساءل: هل صحيح أنه تم توقيفي بسبب إعلان دمشق بيروت، لا ، ليس إعلان بيروت/ دمشق سبب اعتقالي . هذه قناعتي… وإذا كان هناك من يريد الانتقام مني … ؛ فإنني أتفهم موقفه وإن لم أقبله، مع رجاء أوجهه إليه هو أن يمتنع عن وضعه تحت حيثية القانون والقضاء، كي لا يقوض القليل الذي بقي لهما من مكانة ودور”.

أحيل كيلو ليحاكم أمام القضاء العادي، ثم جرى تحويله ليحاكم أمام المحكمة العسكرية. وفي مايو/أيار 2007 أصدرت المحكمة حكماً عليه بالسجن لمدة ثلاثة أعوام بعد إدانته بنشر أخبار كاذبة وإضعاف الشعور القومي والتحريض على التفرقة الطائفية.

تم الإفراج عن ميشيل كيلو قبيل منتصف الليلة الثلاثاء 19/5/2009بعد خمسة أيام على انتهاء حكمه بالسجن ثلاث سنوات.

يذكر أنه في السابع من هذا الشهر وبعد تدهور حالته كتب وصية للشعب السوري قال فيها:

وصيتي للسوريين، كي لا تبقوا ضائعين في بحر الظلمات:

  – لا تنظروا إلى مصالحكم الخاصة كمتعارضة مع المصلحة العامة، فهي جزء أو يجب أن تكون جزءاً منها .

  – لا تنظروا الى وطنكم من خلال أهدافكم وإيديولوجياتكم، بل انظروا اليهما من خلال وطنكم، والتقوا بمن هو مختلف معكم بعد أن كانت انحيازاتكم تجعل منه عدواً لكم.

  – لن تقهروا الاستبداد منفردين، وإذا لم تتحدوا في إطار وطني وعلى كلمة سواء ونهائية، فإنه سيذلُكم الى زمن طويل جدا.

  – لن تصبحوا شعباً واحداً ما دمتم تعتمدون معايير غير وطنية وثأرية في النظر الى بعضكم وأنفسكم، وهذا يعني أنكم ستبقون ألعوبة بيد الأسد الذي يغذي هذه المعايير وعلاقاتها وأنتم تعتقدون انكم تقارعونه.

  – ستدفون ثمنا إقليمياً ودولياً كبيراً لحريتكم فلا تترددوا في إقامة بيئة داخلية تحد من سلبياته أو تعزلها تماما.

  – لا تتخلوا عن أهل المعرفة والفكر والموقف، ولديكم منهم كنز، استمعوا إليهم وخذوا بما يقترحونه ولا تستخفوا بفكر مجرب، وأطيعوهم واحترموا مقامهم الرفيع.

  – لن يحررَكم أيُ هدفٍ آخر غير الحرية فتمسكوا به في كل كبيرةٍ وصغيرة، ولا تتخلوا عنه أبداً لأنه قاتل الاستبدادِ الوحيد.

  – أنتم الشعب وحده من صنع الثورة فلا تتركوا أحداً يسرقها منكم.

  – اعتمدوا أسسا للدولة تسيرون عليها ولا تكون محل خلاف بينكم، وإن تباينت قراءاتها بالنسبة لكم، لأن استقرارها يضمن استقرار الدولة، الذي سيتوقف عليه نجاح الثورة. ولا تكون إطلاقا محل خلاف بينكم، فهي أسس ما فوق حزبية أو أيديولوجية، فالدولة دولة وليس لها هوية إيديولوجية لأنها التعبير على مستوى المؤسسات والمصالح العليا عن عموم الشعب.

admin

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *